2011-11-13, 10:23
رسالة بيانات كاتب الموضوع
تفسير سورة "التين المعلومات الكاتب:
اللقب:
الرتبه:
الصورة الرمزية
البيانات عدد المساهمات : 6825 تاريخ التسجيل : 23/07/2010
الإتصالات الحالة: وسائل الإتصال:
لتواصل معنا عبر الفيس بوك: تويتر:
موضوع: تفسير سورة "التين
وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (3) سورة التين مكية (1) بسم الله الرحمن الرحيم { وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَذَا الْبَلَدِ الأمِينِ (3) }. { وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ } قال ابن عباس ، والحسن ، ومجاهد ، وإبراهيم ، وعطاء بن أبي رباح ، ومقاتل ، والكلبي : هو تينكم [هذا] الذي تأكلونه ، وزيتونكم هذا الذي تعصرون منه الزيت. قيل : خص التين بالقسم لأنها فاكهة مخلصة لا عجم لها ، شبيهة بفواكه الجنة. وخص الزيتون لكثرة منافعه ، ولأنه شجرة مباركة جاء بها الحديث ، وهو ثمر ودهن يصلح للاصطباغ والاصطباح. وقال عكرمة : هما جبلان. قال قتادة : "التين" : الجبل الذي عليه دمشق ، و "الزيتون" : الجبل الذي عليه بيت المقدس ، لأنهما ينبتان التين والزيتون. وقال الضحاك : هما مسجدان بالشام. قال ابن زيد : "التين" : مسجد دمشق ، و"الزيتون" : مسجد بيت المقدس. وقال محمد بن كعب : "التين" مسجد أصحاب الكهف ، و"الزيتون" : مسجد إيليا. { وَطُورِ سِينِينَ } يعني الجبل الذي كلم الله عليه موسى عليه السلام ، وذكرنا معناه عند قوله : "وشجرة تخرج من طور سيناء" (المؤمنون - 20) . { وَهَذَا الْبَلَدِ الأمِينِ } أي الآمن ، يعني : مكة ، يأمن فيه الناس في الجاهلية والإسلام ، هذه كلها أقسام ، والمقسم عليه قوله : لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (6) { لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (6) } { لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ } أي : أعدل قامة وأحسن صورة ، وذلك أنه خلق كل حيوان منكبًا على وجهه إلا الإنسان خلقه مديد القامة ، يتناول مأكوله بيده ، مُزَينَّا بالعقل والتمييز. { ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ } يريد إلى الهرم وأرذل العمر ، فينقص عقله ويضعف بدنه ، والسافلون : هم الضعفاء والزَّمْنَى والأطفال ، فالشيخ الكبير [أسفل] من هؤلاء جميعا ، ["وأسفل سافلين" نكرة تعم الجنس ، كما تقول : فلان أكرم قائم فإذا عرَّفت قلت : أكرم القائمين. وفي مصحف عبد الله "أسفل السافلين"] . وقال الحسن ، وقتادة ، ومجاهد : يعني ثم رددناه إلى النار ، يعني إلى أسفل السافلين ، لأن جهنم بعضها أسفل من بعض. قال أبو العالية : يعني إلى النار في شر صورة ، في صورة خنزير. ثم استثنى فقال : { إِلا الَّذِينَ آمَنُوا } [فإنهم لا يردون إلى النار. ومن قال بالقول الأول قال : رددناه أسفل سافلين ، فزالت عقولهم وانقطعت أعمالهم ، فلا يكتب لهم حسنة إلا الذين آمنوا] . { وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ } فإنه يكتب لهم بعد الهرم ، والخرف ، مثل الذي كانوا يعملون في حال الشباب والصحة. قال ابن عباس : هم نفرٌ رُدوا إلى أرذل العمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأنزل الله تعالى عذرهم. وأخبر أن لهم أجرهم الذي عملوا قبل أن تذهب عقولهم . قال عكرمة : لم يضر هذا الشيخ [كبره] إذ ختم الله له بأحسن ما كان يعمل . وروى عاصم الأحول عن عكرمة عن ابن عباس قال : "إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات" يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ (7) أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ (8) قال : "إلا الذين [آمنوا]" قرؤا القرآن ، وقال : من قرأ القرآن لم يرد إلى أرذل العمر { فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ } غير مقطوع ، لأنه يكتب له كصالح ما كان يعمل. قال الضحاك : أجر بغير عمل ، ثم قال : إلزامًا للحجة : { فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْد بِالدِّينِ (7) أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ (8) } { فَمَا يُكَذِّبُكَ } [أي : أمن يكذبك . وقيل : أي شيء يكذبك ؟ أي يحملك على الكذب ، وقيل على التكذيب] أيها الإنسان ، { بَعْد } أي بعد هذه الحجة والبرهان ، { بِالدِّينِ } بالحساب والجزاء ، والمعنى : ألا تتفكر في صورتك وشبابك وهرمك فتعتبر ، وتقول : إن الذي فعل ذلك قادر على أن يبعثني ويحاسبني ، فما الذي يكذبك بالمجازاة بعد هذه الحجج ؟ { أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ } بأقضى القاضين ، قال مقاتل : [أليس الله] يحكم بينك وبين أهل التكذيب [بك] يا محمد. وروينا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "من قرأ والتين والزيتون فانتهى إلى آخرها : "أليس الله بأحكم الحاكمين" فليقل : بلى ، وأنا على ذلك من الشاهدين" . أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أخبرنا محمد بن يوسف ، حدثنا محمد بن إسماعيل ، أخبرنا أبو الوليد ، حدثنا شعبة عن عدي بن ثابت الأنصاري قال : سمعت البراء بن عازب قال : إن النبي صلى الله عليه وسلم كان في سفر فقرأ في العشاء في إحدى الركعتين بالتين والزيتون . -تفسير البغوي (معالم التنزيل)....وقد قال العلامة ابن تيمية : (والبغوي تفسيره مختصر من الثعالبي ، لكنه صان تفسيره عن الأحاديث الموضوعة ، والاَراء المبتدعة) وقد سئل عن أي التفاسير أقرب إلى الكتاب والسنة ؟ الزمخشري أم القرطبي ، أم البغوي ؟ أو غير هؤلاء ؟ فأجاب : "وأما التفاسير الثلاثة المسؤول عنها فأسلمها من البدعة والأحاديث الضعيفة - البغوي") .والله اعلم.
الموضوع الأصلي : تفسير سورة "التين // المصدر : منتدياتحلبجةنت // الكاتب: ibn islam